جمعية إبداع الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


(بيت كل المبدعين العرب)
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فى فئة القصة القصيرة :- =============== فاز بالمركز الرابع القاص /محمود خالد عبد الجواد(مصر)بقصة (قطعة الحلوى )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رئيس مجلس الإدارة
Admin
رئيس مجلس الإدارة


المساهمات : 255
تاريخ التسجيل : 09/02/2018
العمر : 56

فى فئة القصة القصيرة :- =============== فاز بالمركز الرابع القاص /محمود خالد عبد الجواد(مصر)بقصة (قطعة الحلوى	) Empty
مُساهمةموضوع: فى فئة القصة القصيرة :- =============== فاز بالمركز الرابع القاص /محمود خالد عبد الجواد(مصر)بقصة (قطعة الحلوى )   فى فئة القصة القصيرة :- =============== فاز بالمركز الرابع القاص /محمود خالد عبد الجواد(مصر)بقصة (قطعة الحلوى	) Icon_minitimeالأحد يناير 27, 2019 1:11 am

فى فئة القصة القصيرة :- =============== فاز بالمركز الرابع القاص /محمود خالد عبد الجواد(مصر)بقصة (قطعة الحلوى )
الاسم: محمود خالد عبد الجواد
الدولة: مصر
نوع المشاركة: قصة قصيرة
العنوان: قطعة الحلوى
============
هي تنظر في المرأة، تراقب شبابَها الذي تقيده بالمساحيق؛ لئلا يهرع لأحضان الشيخوخة، تركت شعرَها ينسدل حتى خصرها، شعرت بنشوة لمّا راق لها قول عبر التلفاز إن الحجاب ليس فرضًا.
تغدق على وجهها بمسحوق أبيض؛ تمحو به آثارَ زيجتها الأخيرة من رجلٍ لا يعرف عن الشرع سوى اللحية الطويلة، ولا يعهد من الدين إلا ما يحفظ حقوقَه. أَرْهَبَهَا لِيُرَهْبِنَهَا، "افعلي دون نقاش، أنا الدين؛ فلا تُغضبيني فيغضب منك ربك."
استقر به المقامُ في الزنزانة أثناء عودته من إحدى غزواته المزعومة، أَسِرَتْه القضبان وحررتْها ورقةُ طلاق.
رأتْ في انعكاس الزجاجِ بروازًا كبيرًا في الحائط المقابل؛ صورة من الماضي لطفلةٍ صغيرة رفضتْ أن يتقيد شعرُها بضفيرة وطوق، تشرق ابتسامتُها على أهلِها أصحاب الصيت الكبير والثراء الوفير، جاحدٌ من ينكر جودَهم، وباهتٌ من يعيب خُلُقَهم.
أعلنتْ العصيانَ على سوارها الذهبي، أقسمتْ ألا ترتديه أبدًا، وتزينتْ بفستان أسود يبرز مفاتنَها ويثير المخيلات بمعالم جسدها، لا تعرف إلى أين تذهب في هذا الليل، ولكنها أبتْ إلا السيرَ بحرية؛ ولو في الظلام.
تكتم صوتًا يقول "لا تتركيني!"، كأنه قادم من تلك الجدران التي لم تعهدها سوى محتشمة برداء أبيض، في شقة ذات سقف شاهق يكاد يناطح السحاب، نوافذها شاسعة تعبرها آشعة الشمس لتغمر أحشاءها، تتعدد حجراتُها، معظمها فارغ سوى واحدة ضاقتْ من ضجيج الحياة فيها.
تسير بخطى مترددة، قدم تقدم وأخرى تتراجع، ألقتْ نظرةَ على صورتها وأولادها السبعة، عند حائط يجاور الباب الكبير الذي يفصلها عن العالم الخارجي، رأتْ شبابَها الحقيقي يحصنه صغارُها، قبل أن تنسجَ خيوط العنكبوت إطارًا جديدًا للصورة.
مجندٌ في معسكره، وأربعة نائمون في الداخل، عَلَّامة وجهول ومنافق ومُحَصَّن، واثنان رحلا وأقسما ألا يعودا سوى جثث هامدة؛ الأول بَخِلَ أن يعود حتى بجثته التي التهمها المحيط، والآخر نجا بجسده وتبلَّد دمه في بلاد الثلج.
تتحسس شقوق الحائط وتتعثر فوق درجات السلم التي تقودها للأسفل، ظلام دامس وهدوء تشوبه أصوات الحشرات، تتشبث بأقدامها وتشوش آذانها، تُرْهِبُهَا رغم ضآلتها، فتدفعها وتهرع للمجهول في قلب الليل.
ابتلعها الظلام في شارع طويل متعرج، تتشبث بالقمر لينير لها درب القدر، قشة تهوي بها الرياح كما تهوى.
عند حافة شارع جانبي ضيق، رأت بين النفايات قطعةَ حلوى، لا تعرف لماذا أو كيف؟ تذكرت زمنًا بعيدًا فيه كان كَفُّهَا يتوارى خلف قطعة الحلوى، يتشح فمها بلون الشيكولاتة، تثير ضحكات أهلها فتشاركهم الضحكة ببراءة التي لم تتجاوز ربيعها الخامس.
تتأمل وجه جدتها المختبئ خلف اليشمك، وأمها - ذات التنورة القصيرة - تمسح فمها يقطعة قماش، كانت حيويتها تضيء الحفل الذي أعده جدها صاحب الطربوش؛ احتفاءً بعودة نجله، الرجل العسكري العائد من حرب أذاقت شعبًا طعم الانتصار بعد نكسة.
تعددت زيجاتُها، وتساقط أهلها في خريف أعمارهم واحدًا تلو الآخر، فأنجب ربيعُها زهورًا يافعة، تصارع الخماسين بجذور تتشبث بالأرض السابعة.
أطالتْ النظرَ في قطعة الحلوى التي باتت جزيرةً تغمرها جحافل النمل من كل جانب، وذباب يفرغ ما تمتلئ به أحشاؤه، ويترقب مغانمه من الحلوى.
أدارت وجهها، لمحت شبحين في الزاوية المقابلة.
هما يسكنان العتمة ويقطنان الظلمة، أشقر ورث من أجداده قانونًا بلا قانون؛ الصائبُ من يملك القوة، وطابعُ الخطيئة مختوم في جبهة الضعيف. وذو أنف أجدع، يعشق الزيف ويهوى النزيف.
أجدع الأنف يرغب فيها، والأشقر يطمع في ملكها، وهي قوية صلدة تضرب بيد من حديد، في ساعة الخطر التف آلُهَا فكانوا درعًا لها. ولكن هيهات... ضاق بها الحال وقلّ المال، واثّاقل أهلُها إلى مصائبهم وانشغلوا بمصائرهم.
تقاسما جروحًا تملأ قسمات وجهيهما؛ كل جرح لضحية صارعتْ بأظافرها، حتى تساقط شرفُها الممزَّق بين عبراتِها.
تتظاهر بالسير وهي معلقة في مقلتيهما، أشعل الأشقر سيجارة لصديقه، فغزا الدخان أنفه الأجدع، وبلكنة غريبة دار بينهما الحوار.
أجدع الأنف: - لا أطيق الصبر، مفاتنها تثيرني.
استوقفه الأشقر واضعًا يده في صدره، وصاح متلهفًا: - تمهل!
- لماذا؟ تسير في الظلام وحدها، والجميع تخلى عنها.
- لا تنسَ أنها صاحبة بيت كبير يجمع أبناءها وأقاربها، لو صاحتْ لطاردونا كما فعلوا بآبائي وأجدادك.
ضحك أجدع الأنف حتى سعل: - هذا كان في الماضي، أغرقتَهم في ديونهم، وقسمتَ بيوتهم، وأنا استوليتُ على شقة وسطهم، وأرهبناهم بجنودنا، يرتدون هيئاتهم ويبثون العداوة بينهم، فلِمَ الانتظار؟
- الوقت غير مناسب بعد.
- كيف ترتعش يداك اللتان زرعتا لغتك في عقولهم اللعينة، حتى صرتَ الأقوى في العالم؟
رد الأشقر بنبرة مُعَاتِبَة: - أخشى يقطتهم؛ نريد الحياة ولا يهابون الموت.
- أذقناهم لذة الحياة فكرهوه.
أشار الأشقر بسبابته يمنة ويسرة، وزفر طويلًا: - ولكنّهم يؤمنون به.
- هم في سبات عميق، ولن يمنعني عنها أحد.
الأشقر ممسكًا بذراعه: - أرجوك تمهل!
صاح أجدع الأنف ثائرًا: - الجميع معي. لن أجد مشقة في تبرير فعلتي، ولن أضيع أبدًا فرصتي.
انتزع ذراعه من يده، وألقى سيجارته، وانطلق وراءها.. وتبعه الأشقر ببطء، وابتسامة خبيثة ترسم شفتيه.
القمر يعكس ظليهما خلفها، قلبها يخفق بقوة ويطرق صدرَها بعنف، تنظر جوارها بطرف عينها؛ شبحان يتمايلان ويلوحان بإشارات تزيد نفسها هلعًا، رأتْ أمامها قطعةَ الحلوى مدفونةً تحت جحافل النمل وأسراب الذباب.
لوهلة فكرتْ في إخراج منديلها الأبيض والتلويح به، ولكن روحها الأبيّة ترفض، فأبتْ إلا المقاومة.
صاحت حتى بلغ صداها السماء السابعة: - يارب!
حلّ الفجر، الظلال تضاعفت خلفها، ونظرت وراءها.
هم يزحفون بأسلحتهم، ويمنعونها عنهما؛ المجند يتقدمهم والعلّامة يسترها بردائها الأبيض، ثم المُحَصَّن فالجهول، والمنافق يسير كالذي يتخبطه الشيطان من المس.
قتلا المنافق والجهول ينزف، المجند يتبادل الضربات، والمُحَصَّن يستنجد بحصنه، والعلّامة يكبح جماح دموعها المنهمرة لئلا يتوقف سيرها.
علا صياحها: - يارب!
خرج أهلها من كل حدب وصوب، وافترش مدخل البيت الكبير بجثث جنودهما، انطلقوا خلفها يطاردونهما، هربا وتوعدا بالعودة.
ساروا خلفها يترقبون شروق الشمس، وما كان للشمس أن تشرق إلا باستفاقتهم من سباتهم العميق.
ولدت الشمس من رحم النيل، وصعدت إلى السماء، تنشر آشعتها الذهبية على زرقة النيل.
جثت على ركبتيها، وغمرت كفيها بالماء، ونثرته على وجهها، أزالت المسحوق الأبيض وعاد بهاؤها ينير الكون.
من بعيد، كان هناك مَن يراقبُ جمعَهم عند شاطئ النيل.
هو الناجي الوحيد من جثث جنودهما عند مدخل البيت الكبير، أقسم بالانتقام منها، ولكنه ينتظرهما ليتلقى التعليمات، في الليل حيث هم يتفرقون.

فى فئة القصة القصيرة :- =============== فاز بالمركز الرابع القاص /محمود خالد عبد الجواد(مصر)بقصة (قطعة الحلوى	) Ayaic_10
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ebdaagroup.yoo7.com
 
فى فئة القصة القصيرة :- =============== فاز بالمركز الرابع القاص /محمود خالد عبد الجواد(مصر)بقصة (قطعة الحلوى )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فى فئة القصة القصيرة :- ===============فاز بالمركز الرابع م القاص /حسام العربي(العراق)بقصة (البكماء)
» فى فئة القصة القصيرة :- =============== فاز بالمركز الرابع م القاص /احمد مالك الورد(العراق) بقصة (وداع)
» فى فئة القصة القصيرة :- ===============فاز بالمركز الرابع م القاص /عقيل علاء الدين درويش(سوريا) بقصة (تصافق رجل)
» فى فئة القصة القصيرة :- ===============فاز بالمركز الثانى م القاص /شـريـف عبدالوهاب الـعـسـيـلـي(فلسطين)بقصة (ذكـريـات)
» فى فئة القصة القصيرة :- ================ فاز بالمركز الثانى القاص /نقموش معمر(الجزائر) بقصة (توبة متأخرة)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية إبداع الثقافية :: المنتدى الأدبي :: منتدى الشعر-
انتقل الى: