(1) قصة قصيرة
========
الفئة: قصة قصيرة
العنوان: #اليتيمة_في_احضان_الموت
الاسم: قربالي مروة
البلد: الجزائر
في ليلة ممطرة وباردة الشارع فارغ بأكمله لا يسمع الا صوت الرياح حتى الحيوانات في ماواها تقف تلك الفتاة لوحدها تحت ذلك المطر القوي بثيابها المبتلة والمتقطعة التي لا تقيها من برد ولا حر دموعها تنزل على خديها جرت الى تلك العربة المركونة في الزاوية تحتمي بها من هذا الجو السيء عادت بها ذاكرتها الى سنين مضت ولن تعود سنين كانت تنعم فيهم بالحنان والحياة الهنيئة مع عائلتها الصغيرة المتكونة من امها ملجئها الوحيد بعدما تركهم والدها ليتزوج من امرأة أخرى وهي بعمر الخامسة لم تهتم بغيابه يوما فقد كانت لها امها الام والاب معا وكانت تشتغل بشركة للهندسة المعمارية وتحقق لها ماتطلب يعيشون في بيت العائلة أو ماكان لان امها ورثته من ابوها ولكن ليس هناك من يعيش في راحة أبدية فانقلبت الموازين راسا على عقب في ذلك اليوم بالضبط اليوم الذي فقدت فيه الام وعيها وتم نقلها إلى المستشفى بقيت سمرا تنتظر الطبيب يخرج ويطمئنها على حالة والدتها وبالفعل خرج واخدها الى مكتبه
الطبيب: للاسف والدتك مصابة بسرطان الكبد في المراحل الأخيرة
سمرا: ماذا
انهارت بالبكاء لا تستطيع تخيل حياتها من دون والدتها
الطبيب: بنيتي اهدئي هذا قضاء الله وقدره ماشاء فعل
سمرا: هل هناك علاج
الطبيب: لا المرض منتشر في كامل الكبد
سمرا: سآخدها اذا للبيت
عادت سمرا مع والدتها الى عشهم الصغير المليء بالحنان والحب قامت بخدمة امها حتى ذلك اليوم الذي استيقظت فيه من نومها وذهبت لامها لتتفقدها ولكن القدر شاء غير ذلك فإن أنفاسها الأخيرة خرجت عند رؤيتها لصغيرتها التي تركتها لهم الدنيا وحدها توفيت الام واقيمت الجنازة مرت الايام وسمرا في فراغ كبير لا تخرج من غرفتها بالكاد تذهب الى الجامعة يوما واحدا فقط في الاسبوع بفضل صديقتها رويدا رويدا خرجت سمرا من حزنها لتحقيق حلم امها بأن تصبح اكبر جراحة في البلاد مسحت دموعها وخرجت من تحت العربة عند توقف المطر تمشت في الطريق ولا تعرف ماذا تفعل أو اين تذهب حتى سمعت صوت السيارة لفت انتباهها التفت لترى حاولت الهروب لكن لم تنجح فصدمتها السيارة
سمرا: امي لا تذهبي بدوني
الام: انت ستعيشين
سمرا: اخدوا مني المنزل يوم تخرجي اين سأعيش
الام: ارض الله واسعة
فتحت عينيها وعلى فمها كلمة امي فقط قابلتها عيون كبيرة ووجه مبتسم لمسة يد حنونة مثل لمسة يد امها ابتسمت معها وردت الابتسامة
المرأة: انت بخير صغيرتي
سمرا: أجل
فتح الباب ودخل منه شاب وسيم في الثلاثينات من العمر
كرم: امي لقد دفعت الفاتورة
المرأة: تستطيعين الخروج اصابتك خفيفة ساعدها كرم
ساعدها كرم من أجل الوقوف وسندها عليه ركبو في السيارة وتحركو
كرم: اين منزلك
عند سماع كلماته اجهشت بالبكاء
المرأة: مابك
سمرا: لقد أخذوا مني البيت
المرأة: سناخدها لبيتنا
وصلو واهتمو بها قدموا لها غرفة وثياب جديدة قامت بحمام ساخن لتبعد التعب لبست الثياب ونزلت عندهم وجدت المرأة مع ابنها كرم قصت عليهم قصتها كاملة وقرروا مساعدتها وحقا رفعو دعوة على اخوالها واسترجعت البيت عادت لمنزلها فرحة وبدأت البحث عن عمل مرت الأسابيع وفي كل نهاية أسبوع تزور المرأة التي ساعدتها واصبحت زيارة كرم لها كثيرا ليتفقد أمورها من طلب والدته وبتلك الزيارات وقع في حبها وطلبها للزواج وقلت بذلك وبعد اسبوعين زواجهم
سمرا تقول إن كل هذا من فضل الله عليها بعد فقدانها لوالدتها عوضها الله لأسرة رائعة لذلك يجب أن لا نخرج من رحمة الله والايمان به فإن أخذ منا شيء سيعطيني الافضل