خاص بالمسابقة
لينة وزهرة الياسمين
فِي فِصْلِ الرَّبِيعِ ، وَفِي يَوْمٍ مِنْ أيَّامِ الدِّرَاسَةِ ، وَبَعْدَ أَنْ حَانَ وَقْتُ الاسْتِرَاحَةِ ، دَقَّ الْجَرَسُ فَخَرَجَ التَّلاَمِيذُ إِلَى سَاحَةِ الْمَدْرَسَةِ لِيَأْخُذُوا قِسْطًا مِنْ الرَّاحَةِ.
وَكَانَ عَلَى جَوَانِبِ فِنَاءِ الْمَدْرَسَةِ أَزْهَارٌ مُتَنَوِّعَةٌ جَمِيلَةٌ تُغْرِي النَّاظِرِينَ إِلَيْهَا .
أُعْجِبَتْ لِينَةُ بِأَزْهَارِ الْيَاسَمِينِ فَأَرَادَتْ أَنْ تَقْطِفَ وَاحِدَةً مِنْهَا لِتَشُمَّ رَائِحَتَهَا الزَكِيَّةَ ، رَأَتْهَا مُعَلِّمَتُهَا فَقَاَلتْ لَهَا :
يَا لِينَة يَجِبَ أَنْ لاَ نَقْطِفَ الأَزْهَارَ لأَنَّهَا تَزِيدُ مِنْ جَمَالِ مَدْرَسَتِنَا ، وَتَنْشُرُ فِي سَاحَتِهَا رَوَائِحَ زَكِيَّةً مُنْعِشَةً ، كَمَا أَنَّهَا قَدْ تُسَبِّبُ لَكِ الْحَسَاسِيَّةَ.
لَمْ تَسْتَمِعْ لِينَةُ لِكَلَامِ مُعَلِّمَتِهَا،وَلَمْ تَنْتَصِحْ بِنَصِيحَتِهَا فَقَطَفَتْ الزَّهْرَةَ ، وَشَمَّتْ رَائِحَتَهَا الْعَطِرَةَ لَكِنَّهَا بَعْدَ الْعَوْدَةِ إِلَى الْبَيْتِ فِي الْمَسَاءِ بَدَأَتْ تُحِسُّ بِالْتِهَابَاتٍ فِي عَيْنَيْهَا فَرَاحَتْ تَحُكُّهُمَا حَتَّى احْمَرَّتَا ، وَبَدَأَتْ تَعَطسُ عَطَسًا شَدِيدًا مُتَوَاصِلاً، وَسَاءَتْ حَالَتُهَا فَنَقَلَهَا وَالِدُهَا إِلَى الطَّبِيبِ.
الطَّبِيبُ حَرَّرَ لَهَا وَصْفَةً بَعْدَ أَنْ عَايَنَهَا وَنَصَحَهَا بِعَدَمِ الذَّهَابِ إِلَى الْمَدْرَسَةِ حَتَّى تَتَحَسّنَ حَالَتُهَا .
وَفِي الْغَدِ عِنْدَمَا دَخَلَ التَّلاَمِيذ إِلَى الْقِسْمِ لاَحَظَتِ الْمُعَلِّمَةُ غِيَابَ لِينَة فَسَأَلَتْ عَنْهَا زُمَلاَءَهَا فَأَخْبَرُوهَا بِأَنَّهَا مَرِيضَةٌ بِالْحَسَاسِيَّةِ وَأَنَّ الطَّبِيبَ نَصَحَهَا بِالْبَقَاءِ فِي الْبَيْتِ حَتَّى تُشْفَى.
عَرَفَتِ الْمُعَلِّمَةُ سَبَبَ مَرَضِهَا وَقَرَّرَتْ أَنْ تَزُورَهَا فِي الْبَيْتِ ، وَفِي مَسَاءِ ذَلِكَ الْيَوْمِ أَخَذَتْ مَعَهَا مَجْمٌوعَةً مِنْ زُمَلاَءِ لِينَةَ وَقَامُوا بِزِيَارِتِهَا في الْبَيْتِ لِلِاطْمِئْنَانِ عَلَيْهَا ، وبينما رأت لينة معلّمتها طأطأت رأسها من فرط الاستحياء ـ لأنّها لم تأخذ بنصيحتها فحدث لها ما حدث .
لكنّ المعلّمة تقدّمت منها وقبّلتها من جبينها وتمنّت لها الشفاء ، وقالت لها: لا عليك يا لينة، لكن لا بدّ أن تعملي بنصيحة الكبار في المستقبل حتّى لا يصيبك الأذى ، شكرتها لينة على الزيارة وتعهّدت أن تعمل بنصائحها ونصائح كلّ من يحبّ لها الخير.
أصغر كاتبة بالوطن العربي : لينة قرناش أمين - الجزائر- عمرها 9 سنوات