فى فئة القصة القصيرة :- ===============فاز بالمركز الرابع م القاص /حسام العربي(العراق)بقصة (البكماء)
خاص بالمسابقة
حسام العربي
العراق
فئة المسابقة : القصة القصيرة
عنوان النص : البكماء
البكماء
في ليلة شتوية باردة والثلج ينهمر كاكوام من الكثبان البيضاء ... جلس منذر امام المدفأة وتناول بعض حبات الكستناء ورماها بشكل عشوائي بين الجمرات وهو يقلبها ليشتد سناها بريقا وحرارة ... نظر اليها وهي جالسة قربه وقد أربى الدفء خدودها حمرة وجمالا ... رفع يديه وجسد فيهما شكل القلب ثم ضمهما الى قلبه ابتسمت قليلا وازدادت خدودها توردا والقا ... ثم اشار بيده اليها واعادها الى قلبه فارتسمت على محياها علامات الحياء وطأطأت رأسها نحو الاسفل ومن بين خصلات شعرها التمري تأمل دمعة انهمرت من عينيها الخضراوين ... التقط من معطفه الملقى بجانبه علبة صغيرة فيها خاتم جميل أشغره ووضعه في اصبعها وقبل يدها ... تفاجأت واختلطت عندها المشاعر بين فرح وارتباك حتى انها لم تعرف ماذا تفعل سوى انها سحبت يدها ونظرت خلسة الى الخاتم وهو يعكس على يدها طيف من الالوان ... عندها شابك كفيه مع بعضهما من الابهام وصفق بهما واحنى رأسه قليلا يريد ان يقول لها انت ملاكي وملهمتي فأومأت له ببسمة خجولة ... كانت مسرورة ومحبطة في نفس الوقت فضمت اصابعها الاربعة الى ابهامها وحركتهما واشارت الى السماء كانت تقول له اتمنى لو استطيع الكلام لنسعد بالتحدث معا ... لم يفهم ما قصدها فأستفسر منها ماذا تعني بهذه الحركة فأعادتها مرة ثانية فأوما لها دون ان يفهم ما تعبر به عن نفسها ... حدث منذر نفسه كم اتمنى لو تتحدث يا ليتني اعرف بماذا تفكر ، اريد ان اعرف احساسها بالضبط ، ما هي مشاعرها ، اعلم انها تحبني ولكنها قد لا تجيد الاشارة او انا لم افهم ماذا تقصد ، كأنما يوجد حاجز رقيق بيننا لا نراه مثل من يريد ان يدخل الى مدخل ما فيصطدم بزجاج شفاف ... فكر مليا هل هو يحبها فعلا ام انه يعطف ويحنو عليها ... نظرت اليه واحست بما يفكر فحركت يدها مستفسرة ... فاعاد رسم القلب لها ... وبحركة خجولة مترددة رسمت قلبا وضمته الى صدرها ... ابتسم وهو يتمتم الحمد لله وان كانت بكماء ولكني ارى انها صنوان لي وكأن روحينا التقيا بطيف تتناغم فيه الارواح .