جان دارك العرب
/بقلم روعة محسن الدندن/سوريا
في تاريخ سوريا لعبت المرأة دورا هاما قديما وحديثا
ولم تكن بعيدة عن مجريات الأحداث في بلادنا وهناك نساء وضعن بصمتهن على جدار الزمن وخلدنا اسمهاهن في صفحات التاريخ ويبقى القلم الحر والفكر خالدا في ذاكرة الزمن وبعض النساء العربيات كانت حياتهن مفصلا هاما في أهم المراحل التاريخية لبلدهن
جان دارك العرب كما لقبت وهي الأدبية والناشطة السياسية السورية الأصل
نازك العابد التي ولدت في عام 1887م وتلقت علومها في دمشق وأتقنت عدة لغات غير العربية منها الإنكليزية والفرنسية والتركية والألمانية
وعندما نفيت عائلتها إلى أزمير التركية تابعت علومها هناك
كما تعلمت فن التصوير والعزف على البيانو واهتمت بالتمريض والإسعاف
وعندما عادت من منفاها بدأت الكتابة في عدة صحف مثل (لسان العرب) و(العروس) وكما ترأست جمعية (نور الفيحاء) لمساعدة ضحايا الثورة السورية الكبرى
وكانت تشجع على حق المرأة في الإنتخابات في مرحلة زمنية باكرة وذلك عندما كانت سورية تحت الحكم العثماني
وتم منحها رتبة عسكرية فخرية (نقيب) في الجيش زمن الملك فيصل وذلك لمواقفها البطولية والوطنية وقام الملك فيصل بن شريف حسين بتعينها في وقت سابق رئيسة لجمعية النجمة الحمراء عام 1920م لتقوم لاحقا بإصدار أول مجلة أدبية اجتماعية تحت اسم (نور الفيحاء) لمساعدة ضحايا الثورة السورية الكبرى
وفي بداية زحف الجيش الفرنسي إلى دمشق لم تقف مكتوفة الأيدي ففي بداية الإنتداب الفرنسي على سوريا
بدأت نازك العابد بتنظيم المظاهرات للفتيات السوريات تنديدا بالإنتداب وجاهدت سراً وجهراً إلى أن قامت فرنسا بإغلاق مجلتها وضيقت عليها الخناق ولتمنعها من إلقاء المحاضرات وإقامة المحاضرات وإقامة الندوات فما كان منها إلا أن اتجهت إلى المقاومة السرية بلباس عسكري وشقت طريقها وسط الجنود منشأة المشفى الميداني لمدواة الجرحى
ولتنشر في صفوف الجيش الروح المقاتلة القوية التي لا تهاب أحد.
فكان لها موعد مع النفي مرة آخرى حيث أبعدت إلى اسطنبول لمدة عامين لتعود إلى الوطن وتضطرها المضايقات التي تتعرض لها إلى اللجوء إلى الأردن لكي تبدأ نضالاً جديدا من نوع آخر وهذا منحها لقب (جان دارك العرب)
فقامت بنشر أسباب الثورة السورية الكبرى وملابساتها وتكلمت عن حق سورية في الحرية والإستقلال بكل جرأة واندفاع لا مثيل له
وعندما عادت إلى الوطن تم فرض الإقامة الجبرية عليها في إحدى ضواحي دمشق فيخيل لسلطات الإحتلال أنها اعتزلت العمل الثوري حيث عملت بالزراعة
حينها كانت نازك العابد واحدة من ثوار ثورة 1925م غير آبهة بالأخطار المحدقة بها
انتقلت لبيروت بعد زواجها وتابعت عملها التنويري هناك
فأسست عدة جمعيات ومنها (ميتم أبناء شهداء لبنان) و(جمعية المرأة العاملة)
وتوفيت نازك العابد عن عمر يناهز الثانية والسبعين
ويبقى اسمها خالدا على جدران التاريخ
.....
وصلات خارجية عدل
الباحثون السوريون
مراجع عدل
^ مدون وطن
أيقونة بوابةبوابة المرأة
أيقونة بوابةبوابة حقوق الإنسان
أيقونة بوابةبوابة سوريا
أيقونة بوابةبوابة أعلام
آخر تعديل تم قبل 6 شهور بواسطة ZkBot
صفحات ذات صلة
هاشم الأتاسي
سياسي سوري
عطا الأيوبي
دبلوماسي سوري
المملكة العربية السورية
ويكيبيديا
المحتوى متاح وفق CC BY-SA 3.0 إن لم يرد خلاف ذلك.
الخصوصيةسطح المكتب