الاسم /ايفا فؤاد سليمان
شعر فصحى /عمودي
عنوان القصيدة /منهل الحبّ
هاتي الكؤوس طفاحا ثمّ ساقيني
يا منهل الحبّ حتى الكفر تنسيني
كم عشت فيه بأشواق على أملٍ
أن ألتقي الكوثر العذب فيرويني
قالوا هناك على ضفاته سُرُرٌ
للحُور فيها غرامٌ سوف يشفيني
والحُور قربي هنا أيضا وكوثرها
ينساب فوق الثرى هدْرا مدى الحينِ
والناس من حوله ظمئ وأعينها
ترنو إلى التيه فزعاً كالمجانيني
يا منهل الحبّ يا من ثغرها أبدا
يروي العطاش بلا شحّ وتقنينِ
تعالِ نطفئُ نار الشوق في كبدٍ
صام السنين ضلال في حمى الدينِ
يقود الوهم في صحراء قاحلةٍ
للبغض للحقد يفري كالسكاكينِ
فصار من فرْض ما ذاق الأسى شرساً
بالبغي بالظلم بالطغيان يغريني
يا منهل الحبّ وآعاري وقد حجبت
أسوار كفري سناً للحسن يغنيني
فرحت أخصي شبابا ناضراً عُمُراً
لأخنق الحبّ في من حبّها ديني
خزاك ربّي وقد دنّست جنّته
بالعهر بالفسق يا عهد السلاطينِ
قد كان شرقي منارا ساطعا وهدى
والحب فيه ملاذا للمساكينِ
فبات من كفركم داج وغيهبه
يلفُّ بالجهل آلاف الملايينِ
ترى الحرام بحب كان منبعه
من جنة الله إرواء لذي الطينِ
حتى تحجّر منها القلب واستعرت
فيه الضلالات نارا كالبراكينِ
ما كان ربّي ليحرم عبدهُ رُطبا
حتى شياطينه في الأرض تطغيني